رسالهاى منتشر نشده از اسکندر (ما استخرجه الاسکندر الافرودیسى من کتاب ارسطوطالیس المسمّیٰ ]بـ[ ثولوجیا)/ یارعلى کُرد فیروزجایی
Article data in English (انگلیسی)
رساله اى منتشر نشده از اسکندر
(ما استخرجه الاسکندر الافرودیسى من کتاب ارسطوطالیس المسمّیٰ [بـ] ثولوجیا)
محقق و مصحح: یارعلى کُردفیروزجایی
مقدمه
رساله حاضر، رساله اى است از آنِ اسکندر افرودیسی. این رساله در مجموعه اى از رساله هاى اسکندر یافت شده است که قبل از آن مقاله «فى العقل» و بعد از آن رساله «الرد على جالینوس فیما طعن على ارسطو...» آمده است. محلّ نگهدارى این مجموعه کتابخانه سلیمانیه ترکیه است.1 غیر از نسخه یاد شده از نسخه دیگرى از آن رساله آگاه نیستیم، جز رساله اى به نام «قول استخرجه الاسکندر من کتاب ثالوجیا اى الربوبیة، فى تثبیت العلّة الاولی» که در گنجینه نسخ خطى دانشگاه تهران2 دو نسخه از آن نگهدارى مى شود و عبدالرحمن بدوى آن را درکتاب شروح على ارسطو مفقودة فى الیونانیة و رسائل اخری منتشر کرده است. متأسفانه این نسخه فقط دو صفحه اول رسالة حاضر را تشکیل مى دهد و مترجم آن نیز شخص دیگرى است. مترجم رساله حاضر دقیقاً معلوم نیست، اما احتمالاً ابى عثمان دمشقى است، زیرا در حاشیه صفحه 61 ب از رساله حاضر نوشته شده است: «ترجمة ابى عثمان».
رساله حاضر از صفحه 60 ب آغاز و در صفحه 66 ب به پایان مى رسد. متأسفانه بخش هایى از سه سطر اول هر صفحه آسیب دیده و از بین رفته است و در تصویرى که از نسخه خطى در اختیار است، جاى آن سفید است. از این رو، چنانچه نسخه دیگرى از این رساله پیدا شود، براى ترمیم و تصحیح این رساله، ارزشمند خواهد بود.
در حاشیه هاى تصویر رساله یاد شده با دست نوشته هایى به زبان انگلیسى به فان اِس(Van Ess) و گاولت (Govlet) ارجاع شده است. ممکن است، این دو نفر درباره این رساله مطالبى گفته باشند. در هر صورت مناسب دیده شد که این رساله منتشر گردد و در دسترس پژوهشگران و اندیشمندان قرار گیرد تا مقدمه اى باشد هم براى یافتن نسخه اى دیگر از آن، که به کار تصحیح و تکمیل این رساله بیاید، و هم آماده شدن زمینه براى بررسى هاى بیشتر درباره آراى الهیاتى ارسطو و اسکندر. چنانچه پژوهشگران علوم عقلى،به ویژه ارسطوپژوهان، درباره رساله حاضر اطلاعات یا نقدهایى داشته باشند، مصحح رساله و دست اندرکاران فصل نامه معارف عقلى به گرمى از آنها استقبال خواهند کرد.
ما استخرجه الاسکندر الافرودیسى من کتاب ارسطوطالیس المسمّى [بـ] ثولوجیا و معناه الکلام فى الربوبیة
فصل[1]: فى العلّة الاولی
انّ فى کل کثرة الواحد موجود، فان لم یکن الواحد فى کل شیء منها البتّة لم یکن الکل واحداً و لا شیء من الاشیاء التى منها رکّبت الکثرة، بل یکون کل واحد منها کثیراً ایضاً فهذا یکون الى مالا نهایة لها و لا نهایة ایضاً فى الکثرة، لانّه اذا لم یکن الواحد فى الشیء البتّة لا فى کلیته و لا فى اجزائه التى رکِّب منها لم یکن له نهایة فى جمیع حالاته، لا فى کلیته و لا فى اجزائه. و ذلک انک متى ما اخذت ایّ جزءٍ من اجزاء الکثیر اما ان یکون واحداً و اما ان یکون لا واحداً اما ان یکون کثیراً و اما ان لایکون لا شیء البتة؛ فان کان کل جزء من اجزاء الکثیر لاشى کان لامحالة الشى المرکب منها لا شى ایضاً و ان کان کل جزء من اجزاء الکثیر کثیراً ایضاً کان لا محالة کل جزء من اجزاء الشیء المرکّب مرکباً ایضاً من اشیاء لانهایة لها و هذا ممتنع لایکون البتة؛ لأنّا لانجد شیئاً اکثر من لا نهایه و الا کان الجزء اکثر من الکل المرکب من الاجزاء، فلایمکن ان یکون شیئٌ من الاشیاء مرکباً اکثر من لا نهایة و لا یمکن ایضاً (61- الف) ان یرکّب شیئٌ من الاشیاء [من لا شیء البتة. فان کان ذلک، کذلک فبین ان فى کل کثرة الواحد موجود و ان الواحد قبل الکثرة. فان کان هذا على هذا کانت العلة الاولى لا محالة واحدة فقط اضطراراً و قبل الاشیاء الکثیرة و لیس فیها شیء من الکثرة البتة، و انها علة کل کثرة].3
فصل [2] فى العلّة الاولی
ان کل شى الواحد فیه موجود فهو واحد، و لاواحد فان لم یکن واحداً لکان الواحد موجوداً فیه کان لا محالة شیاً آخر غیرالواحد؛ فان ذلک کذلک فانما قبل الواحد قبولاً موثراً عند نیله الواحد فصار واحداً عند ذلک. فان الفى شى لیس هو شیئاً آخر الاواحداً فقط فهو لا محالة واحد مرسل و لیس هو واحد من اجل انّ فیه الواحد لکنه واحد فقط؛ لانه لیس فیه شى غیر انیّته. فان الفى شى آخر غیرالواحد المرسل واحداً فانه لیس واحداً من اجل ذاتة لکن من اجل نیله الواحد، فیکون من اجل ذلک لیس هو واحد بذاته فیکون هذا الشیء واحداً و لا واحد من حیث نال الواحد وانفعل منه. فقد استبان الان ان الاشیاء کلّها واحد او لاواحد بالمعنى الّذى ذکرناه ان العلة الاولى واحد فقط لایشو به شیء آخر البتة، و انّ کل کثرة معلولة منها.
فصل [3] فى العلة الاولی
ان کل ما کان واحداً فانما کان واحداً من اجل نیله الواحد؛ و ذلک انه ان صارت الاشیاء التى لیست بذاتها واحدة واحداً فانما یکون واحداً اذا ما اجتمعت و اتّصل بعضها ببعض؛ فتقبل حینئذ الواحدیة؛ فیکون الواحد فیها اثراً من الآثار و فعلاً من الافاعیل. فان کان ذلک کذلک فالواحد اذاً فى الاشیاء اثر تفعلها على هذه الجهة یوجد واحد فى الاشیاء. فامّا الشى الذى هو بذاته واحد حق فانه لیس واحداً فى التکوین؛ لانّ الکون لایقع على ایس الشى، لکن على لیس الشی. فان وقع الواحد تحت الکون فانه یکون حینئذٍ واحداً من لا واحد. اقول انه صار واحداً لانّ فیه الواحد.فقد استبان الآن و صح ان العلة الاولى هى واحد فقط من بین سائر الاشیاء مع ما واحداً من اجل ان فیها الواحد لا من اجل ذاتها لانها فى ذاتها کثیرة.4
فصل [4] فى العلة الاولی
ان کل کثرة هى بعد الواحد، فان أُلفیت کثرة بعد الواحد کان الواحد فى الکثرة و لم یکن فى الکثرة التى قبل الواحد البتة؛ اذ کان الشى کثیراً قبل ان یکون واحداً لانه لا یکون فیه ما لیس. فامّا الشیء الذى فیه الواحد و لا واحد معاً على معنى و معنى، فنقول ان الواحد غیر موجود قبل ان تکون الکثرة؛ اذ کانت الکثرة قبل الواحد و هذا محال غیرممکن، اقول ان یکون الشیء کثیراً و لیس فیه الواحد البتة، فان کان هذا غیرممکن لم تکن الکثرة اذاً قبل الواحد. فان قال قائل ان الواحد و الکثرة هما قدیمان معاً و لیس الواحد قبل الاخر او بعده یمکن اذاً ان تتکثر الواحد و یکون ایضاً کل جزء من اجزائه لاواحد و هذا مالانهایة له و ان یمکن هذا ان یکون؛ فان کان هذا غیرممکن فلا محالة اذاً فى طبیعة الکثرة الواحد موجود و لسنا نقدر ان ناخذ منه شیئا الا و ذلک الشى واحد، فان لم یکن واحداً کان الشیء الکثیر غیرذى نهایة مرکبا من اشیاء لا نهایة لها و هذا محال. فان کان هذا محالا فلا محالة اذاً ان الواحد موجود فى الکثرة حقاحقاً. و نقول ایضاً ان لم یکن فى الواحد الذى هو بذاته واحد فقط کثرة البتة، کانت الکثرة بعد الواحد لامحالة و کان الواحد الموجود فى الکثرة من غیر الکثرة فى الواحد الذى هو واحد حقا. فان قال قائل ان الواحد ایضا موجود فى الکثرة قلنا اما فى الذات، فالواحد واحد فقط لیس فیه شى من الکثرة البتّة؛ و اما فى الانبثاث فالواحد هو کثیر ایضاً. اقول ان الکثرة تنبث من الواحد و ان الواحد هو العلّة الاولى و انّ الکثرة هى المعلولة من الواحد. فنرجع فنقول ان الواحد اما من جهة الذات فهو واحد فقط لاکثرة و اما من جهة العلّة فهو لا واحد، اقول ان الواحد یتکثر من اجل معلولاته و کذلک ایضا تکون الکثرة اما فى ذاتها فهى کثرة فقط و اما من اجل علتها الواحدة فهى واحدة. فان کان هذا على ما ذکرنا فلامحالة ان الواحد قدشارک الکثیر و الکثیر شارک الواحد، فنقول الآن ان کان الاشتراک و الاجتماع من الاشیاء المشترکة فالمجتمعة اعنى الواحد و الکثیرة من آخر هو غیرهما کان ذلک الشیء هو الجامع لهما قبلهما و اولهما فان کانا باعیانهما یشترکان و یجتمعان فلیس هما متضادّین؛ لأنّ المتضادة لاتشرع الى شرکة بعضها من بعض اولا تجتمع البتة. فان کان هذا على هذا و کان الواحد و الکثرة متخالفین و کانت الکثرة بانها کثرة لاواحدة و کان الواحد بانه واحد لاکثرة و لم یکن احدهما فى الاخر البتة، کان کل واحد منهما [61 ب] واحداً واثنین معاً و > ...< له اما ان یکون ذلک الشیء واحداً و اما ان یکون لاواحد >...< فنقول انه لایمکن ان یکون الشیء الجامع لهما کثیرا > ...< محال کما بینّا آنفاً و لا یمکن ان یکون الشیء الجامع لهما لا شی؛ لِأنّ لاشى لایجمع شیئاً البتة فان کان > ...< واحد اذاً هو الجامع للاشیاء الکثیرة لانه اولهما و قبلهما و هو علّة الکثرة و لیس فوقه شیء آخر البتة. فقد استبان الآن و صح مما ذکرنا من المقاییس الصحیحة المقنعة ان الواحد قبل الاشیاء الکثیرة و انه العلة الاولى و لیس فیه شیء من الکثرة و ان الاشیاء کلها معلولة مثبتة منه کما بینا و اوضحنا.
فصل [5] فى العلة الاولی
ان کل کثرة اذا کانت قریبة من الواحد فهى فى الکمیة اقل من الکثرة الکاینة بعیداً من الواحد و اکثر تشبهاً به من الذى تباعد منه. و ان کان هذا على ذا و کان الواحد علة الاشیاء و تکثیرها بغیر تکثر منه، کان لامحالة الشى القریب منه علة لکون اشیاء کثیرة اکثر من الشى البعید منه. فیکون حینئذ للشى القریب من الواحد اقل کثرة فى ذاته من اجل قربه من الواحد فیکون علة اشیاء کثیرة لعظم قوّته و قربه من الواحد و یکون الشیء البعید من الواحد کثیراً فى ذاته و علة اشیاء قلیلة لضعف قوته و بعده من الواحد. فقد استبان الآن و صحّ ممّا ذکرنا ان الجواهر الجرمیة اکثر من الجواهر النفسانیة و لیس بعد النفس انیة الا الجواهر العقلیة و انّ الجواهر النفسانیة اکثر من الجواهر العقلیة و لیس بعد العقلیة الّا الاول اعنى العلة الاولى التى هى واحدة فقط لاکثرة البتة.
فصل [6] فى العلة الاولی
ان کل حق فهو غیر متناهى القوّة فى الکثرة و لا فى العظم، و کل ما لا انتهاء له اما ان یکون لا منتهى له فى الکثرة و اما ان یکون لا منتهى له فى العظم و الجثة و اما ان یکون لا منتهى له فى القوّة. فان کان هذا على ذا قلنا ان الشیء لا نهایة له دایم، اعنى الشیء الذى له حیاة لا تنطفى و ذات لاتفنى و فعل لا ینقضى و لا نهایة له لابحال عظمه؛ لأنّ هویة الحق لاعظم لها؛ لانها متوسطة لاتنقسم، و لا بحال کثرة؛ لانه واحد فقط، لکنه یکون غیرنهایة بالهویة و صار لا تتجزى و لا غایة له معاً. فاما القوّة التى تتجزّى فهى ضعیفة ذات غایة فصارت لذلک القوى القابلة التجزیة متناهیة ایضاً. فصارت الاشیاء التى تبعد من الواحد متناهیة لحال قبولها التجزیة و القسمة. فقد استبان الآن و صحّ ان العلة الاولى واحدة لاکثرة لانهایة لها بالقوة و لا بالعظم و لا بالکثرة کما بیّنا و اوضحنا.
فصل [7] فى الصورة الروحانیة التى لا هیولى لها
قال الاسکندر: ان کل ما رجع الى ذاته فهو روحانى لاجرمى و لا یمکن شى من الجرمیة ان یرجع الى ذاته؛ و ذلک انه ان کان کل مارجع الى ذاته انما یتصل الى شیء مّا، اقول الى ذلک الشى الذى یرجع الیه، فلا محالة اذاً ان اجزاء الجرم کلها یتصل بکلیتها، اعنى الرّاجع الى ذاته و الرجوع الى الذات هو ان یکون الرّاجع و المرجوع الیه واحداً غیر مختلف، و هذا لا یمکن ان یکون فى الاجرام و لا فى شیءٍ من الاشیاء التى لا تتجزى و لا یتصل کله بکله من اجل افتراق الاجزا او اختلاف المواضع. اقول ان لکل واحد من الاجزاء موضعاً غیر موضع غیره من الاجزاء. فان کان هذا على هذا فلایمکن اذاً لجرم من الاجرام ان یرجع الى ذاته، کرجوع الکل الى الکل. فنرجع فنقول ایضاً ان کل ما امکن ان یرجع الى ذاته فهو روحانى لاجرمى و لایقبل القسمة و لا التجزیة. فقد استبان الآن و صح ان هٰهُنا اشیاء روحانیة هى صور فقط لاهیولى لها البتة.
فصل [8] فى اثبات ذلک ]اى الصورة الروحانیة]
کل ما رجع الى ذاته فله جوهر مفارق و کل جرم فان لم یکن کذلک و کان غیرمفارق الاجرام لم یکن له فعل ایضاً مفارق للجرم الذى هو فیه البتة؛ لانه لایمکن اذ کان جوهر الشى غیر مفارق للجرم ان یکون فعله مفارقاً ذلک الجرم و الا کان الفعل اکرم من الجوهر؛ اذ کان الجوهر محتاجاً الى الاجرام و کان الفعل مکتفیاً بنفسه غیرمحتاج الى الاجرام. فان کان هذا على هذا رجعنا فقلنا ان کل شیء من الاشیاء غیرمفارق للاجرام تجوهره ففعله ایضاً غیرمفارق للاجرام لم تکن اکثر لزوماً لها. فان کان هذا لم یکن ان یرجع هذا الشى الى ذاته البتة فنرجع فنقول ایضاً انه ان وجد فعلاً من الافاعیل مفارقاً للاجرام فلا محالة ان الجوهر الذى فعل ذلک الفعل احرى ان یکون مفارقا للاجرام فلذلک [62ـ الف] کان له فعل مفارق > ...< فعل الذى منه کان الفعل لایحتاج الى > ...< منه الشیء الذى یفعل به فاما ان یدفعه و اما ان یندفع > ...< بلاجرم و قد تجد اخر یفعل فعله بلا ملامسة الشى الذى یفعل > ...< صار یفعل فعله فى الشیء البعید. فان کان هذا على ذا و کان فعل الشى ثابتا من الجرم فلا محالة ان الجوهر الفاعل لذلک الفعل ثابت من الجرم ایضاً و انه یرجع اله ذاته کرجوع الکل الى الکل. فقد استبان الآن و صح ان هاهنا اشیاء روحانیة هى صور فقط لاهیولى لها البتة.
فصل [9] فى اثبات ذلک ایضاً ]اى الصورة الروحانیة]
کل ما کان محرکاً لذاته اولاً فهو راجع الى ذاته لامحالة؛ و ذلک انه ان کان یحرّک ذاته و کان فعله تحرّک ذاته و کان لا محالة المحرّک و المتحرّک واحداً. و نقول ان المحرّک لذاته اما ان یکون بعضه محرّکاً و بعضه متحرّکاً و اما ان یکون بعضه محرّکاً و کله متحرکاً، فان کان بعضه محرّکاً و بعضه متحرکاً لم یکن محرکاً لذاته؛ لانه یکون من اشیاء لیست متحرکة بذاتها فیها انه محرّک لذاته و لیس هو فى جوهره کذلک. فان کان کله محرّکاً و بعضه متحرّکاً او کان بعضه محرّکاً و بعضه متحرکاً کان فیه شیء محرّک و متحرّک معاً و لیس على هذا یکون المحرّک لذاته. فان اُلفِى شیء واحد محرّکٌ و متحرکٌ کان لا محالة فعل حرکته لذاته و الى ذاته؛ اذ کان هو محرّکاً لذاته و حیث فعله یکون رجوعه الى هناک. فان کان هذا على هذا رجعنافقلنا ان کل ما حرّک ذاته هو رجوع الى ذاته ایضاً کرجوع الکل الى الکل. فقد استبان الان وصح ان ها هنا اشیاء هى صور فقط لیس فیها شیء من الهیولى البتة.
فصل [10] فى اثبات ذلک ایضا و فى العلّة لاولی
کل شرح و مرتبة اما تبدأ من واحد و تأتى الى کثرة ملایمة لذلک الواحد5 و کل شرح و مرتبة تأتى کثرة ذات کثرة و هى صاعدة مرتقیة الى واحد، فنقول ایضاً ان الواحد هو بدؤ و مخرج للکثرة الملایمة فلذلک صار الى کثرة نظماً واحداً؛ فان لم یکن الواحد مثمراً لم تکن کثرة و لا شرح البتة. فامّا الکثرة فانها ترتقى الى علة واحدة بعض الاشیاء المتجانسة؛ فامّا الشى الخارج من بعض الکثرة فانه لیس یعمّ الکثرة لکنّه یکون خاصاً لذلک الشیء وحده. و ان کان هذا على هذا و کان فى کل شرح و مرتبة شرکة و اتفاق و صلة یقال بها ان بعض الاشیاء مجانس لبعض فبیّن واضح ان الاتفاق تأتى کل شرح و مرتبة من خاصیة واحدة. فان کان هذا على هذا کان لا محالة واحداً قبل الکثرة فى کل شرح و مرتبة یعطیه کل ما تحته حدّا و تکون الکثرة التى تحته ذات شرح بعضها الى بعض الى الکل الذى هو الواحد، اقول ان کل واحد مما یکون فى نظم واحد هو علة لما تحته الى ان باقى الواحد الذى هو علة لجمیع ما فى ذلک النظم کله و هو اذاً قبل الاشیاء التى فى ذلک النظم اصظراراً کلها منه تنبعث، فلذلک صار کل ما کان فى ذلک النظم متجانسا یعمها واحد و یشرحها شیء واحد. فقد استبان الآن مما ذکرنا و اتضح ان الواحد و الکثرة قد توجد فى طبیعته و ان فى الطبیعة الواحدة الطبیعى الکثیرة متعلقة و ان الطبیعة الکثیرة هى من طبیعة الکل الواحدة و استبان ایضاً ان الواحد و الکثرة قد یوجد فى جوهر النفس اقول انّ مبدأ النفس من النفس الاولى الواحدة و ان الانفس الکثیرة ترقى الى النفس الواحدة و استبان ایضاً ان الواحد و الکثرة قد یوجد فى الجوهر العقلى اقول ان جوهر العقل واحد و انّ العقول الکثیرة انبتت من عقل واحد و الیه ترجع، و استبان ایضاً ان الواحد الّذى قبل الاشیاء کلها الجرمیة و النفسانیة و العقلیة هى قبل الاشیاء الوحیدة، و ان الوحیدة ترجع الى الواحد الاول الذى لیس فوقه شى آخر. فقد استبان الآن ان الوحیدة بعد الحق و ان العقلیة بعد العقل الاول و ان الانفس بعد النفس الاولى و ان الطبیعة الکثیرة بعد طبیعة الکل. فان کان هذا على ما ذکرنا فقد صحّ ان هاهنا صوراً لیست هیولانیة لکنها صورة فقط و ان ها هنا شیا آخر لاهیولى له و لا صورة و لکنه هویة فقط و هو الواحد الحق الذى لیس فوقه شى آخر و هو علّة العلل. و قد استبان ایضاً بما ذکرنا ان الاشیاء تنقسم فى ثلثة و ذلک اما ان یکون الشى هیولى مع صورة فیکون انیته صورة [62ـ ب] هیولانیة و اما ان یکون > ...< 6و امّا ان یکون الشى انیة فقط فیکون انیته غیرهیولانیة و > ...< کما قلنا آنفاً و اوضحنا.
فصل [11] ما بین الدهر و زمان
ان الدهر هو عدد الاشیاء الدایمة، و الزمان هو عدد الاشیاء الزمانیة، و هذان العدادن یعدّان > ...<7 اعنى الحیوة و الحرکة؛ فان کل عاد اما ان یعد جزءاً و اما ان یعد الکل معاً. فان کان هذا على ما قلنا ان الشى الذى یعد الکل هو الدهر و الشى الذى یعد الاجزا جزءاً بعد جز ءٍ هو الزمان. فقد استبان الآن و صح ان العدد اثنان فقط احدهما تعد الاشیاء الدایمة الروحانیة و هو الدهر و الاخر یعدّ الاشیاء الجرمیة الواقعة تحت الزمان و هو الزمان.
فصل [12] فى ان الصورة لیست فى الهیولى محمولة
قال الحکیم ان الصورة علة وجود الهیولى بالفعل؛ و ذلک لا یمکن ان تکون الهیولى ثابتاً قائماً بلاصورة، فاما الشى المحرّک فقد یمکن ان تکون الهیولى ثابتاً موجوداً بالفعل من غیر ان یکون هو فیه. فان کان ذلک کذلک فلیس اذاً الصورة فى الهیولى محمولة لانه لایمکن ان تکون الهیولى ثابتة موجوداً بالفعل دونها. فکرّ ناس على الحکیم فقالوا ان کان هذا کما ذکر الحکیم و لم تکن الاجرام ثابتة قایمة موجودة الّا بالاعراض لئن[ = لأنّ] کل جرم لایکون موجوداً الا مع شکل من الاشکال و مع لون من الالوان، کانت اذاً الالوان و الاشکال لیست فى الاجرام محمولة و هذا باطل قد امر الحکیم بذلک الالوان و الاشکال هى اعراض محمولة فى الاجرام. و نقول انه لایکتفى الشى بان لایکون محمولاً اذا کان معیناً على ثبات حامله و وجوده فقط بل ینبغى له ان یکون مع ذلک ایضاً لحامله کالجزء فانه اذا کان على هذه الصفة لم یکن فیه محمولاً البتّة. فان کان هذا هکذا و کانت الصورة فى الهیولى کالجزء للجوهر و للهیولى و انا مبین ذلک و ملخصه فقلئل انه بحق على من فحص عن شى من الاشیاء أ محمول هو ام غیرمحمول، ان یعمد عل قراین ذلک الشى الذى یفحص عنه، فیفحص کیف هو معه. اقول انه ینبغى لمن قال: ان البیاض من الجرم محمول هو، ان یعمد الى جرم من الاجرام التى البیاض فیها موجود؛ فثبت ان البیاض فیه لیس کالجزء، و لانه قد یمکن ان یکون ذلک الجرم بلا بیاض، فاذا اثبت ذلک کان مثبتاً ایضاً ان البیاض فى الجرم محمول لا محالة. و کذلک یجوز ان یفعل من فحص عن الصورة کیف هى فى الاشیاء أمحمولة ام لا، و ذلک ان نعمد الى ذلک الشى الذى فیه الصورة، فیفحص عنه فلنفحص عن ذلک الآن کیف تکون الصورة فى الهیولی؛ فنقول انا اذا ما اخذنا الهیولى وحده و فحصنا عنه ما هو و کیف هو لم تکن حینئذ الصورة موجودة لأنّ الهیولى فى المرتبة قبل الصورة، فلذلک لاتبحث کیف تکون الصورة فى الهیولی. فاما اذا اخذنا هما جمیعاً کالجوهر، اقول الهیولى و الصورة فان اجتماعهما هو الجوهر، ثم فحصنا حینئذ کیف تکون الصورة فى الهیولى، قلنا انها لیست محمولة فیه بل هى جزء للجوهر؛ و ذلک انا اذا ما جعلنا الصورة محمولة فى الهیولى لا تبطل الجوهر عند تعلیق الصورة للهیولى، کما لاتبطل الاجرام اذا ما فارقتها الاعراض الواقعة علیها. و على هذه الصفة یکون کل جوهر مکوّن من هیولى و صورة. اقول ان صورة ذلک الجوهر لیست محمولة فى هیولى بل هى حرکة، اعنى للهیولى کالنفس فانها فى الجوهر الانسانى الذى هى فیه کالجزء فان کانت کالجزء فلیست اذاً فیه محمولة البتة. فان کان هذا هکذا لم تکن اذاً النفس و لا صورة من الصور فى شى من الاشیاء محمولة البتة. فان قال قایل ان البیاض جزء للجرم الابیض و هو محمول فى الجرم و ان کان معیناً على ثبات الجرم و وجوده و کذلک الصورة جزء للجوهر المرکب من هیولى و صورة و هى المحمولة فى الهیولى و ان کانت معینة على ثباته و وجوده، فنجیب نحن و نقول انه قد یجب على من فحص عن الشیء کیف هو فى الشى، اذ المحمول امر غیر ذلک، ان تبدأ فیفحص اولاً عن الشیء الحامل الموجود بالفعل ام لا؛ فانه لا یمکن ان یکون الشیء محمولاً لا على شیء، فان لم یمکن ان تکون الحامل موجوداً بالفعل دون المحمول و کان الشى المحمول من الاشیاء المحمولة المعینة على وجود حواملها، فحص عنه ایضاً؛ فان کان الشى انما هو معین على ثبات حامله و وجوده فقط لا على ان یکون جوهراً من الجواهر، و کان متغیراً مستحیلاً من غیر ان یفسد حامله، کان هذا لشى محمولاً لا محالة. و ان کان الشى لیس هو معیناً على ثبات حامله و وجوده فقط][\1][\1][\1]63ـ الف] بل هو ایضاً معین على ان یکون > ...< و استحال لم یبق حامله على الحال التى هو علیها بل تفسدو > ...< و فسد محمولاً فیه فلذلک نقول ان علم > ...< له على ان یکون نحویّاً لانه لایفسد الانسان فرّاق النحو فاما النفس فلیست > ...< على ان یکون انساناً و جوهراً من الجواهر لا على ان یکون کیفیة او کمیة او فى موضع او فى نعت من النعوت، فعلى هذه الصفات تکون الصور الطبیعیه فى کل شى من الاشیاء مرکباً، المرکّبة من هیولى و صورة، انما هو الشى الذى هو بصورته و بها ینعت؛ فلذلک صارت الصورة لیست محمولة فى الهیولی؛ لانها هى و الهیولى جزء ان للجوهر المرکّب منهما. و لیست ایضاً الصورة فى الهیولى واحدة اذا لم یکن الجوهر؛ لأنّ الهیولى وحده لایمکن ان یکون حاملاً لشیء اذا عدم الصورة، فاذا اجتمع الصورة و الهیولى کانا شیئاً واحداً حاملاً لجمیع الاشیاء. و نقول ایضاً ان الحامل و المحمول یختلفان فان الحامل ممکن ان یکون دون المحمول، کقولنا و انه و ان کان لا یمکن ان یکون شمع بغیر شکل؛ فانه قد یمکن ان یکون بغیر هدا الشکل الذى هو علیه الآن. و المحمول لایمکن ان یثبت اذا فارقه حامله؛ فامّا الهیولى و الصورة فانه لایمکن ان یکون احدهما دون الآخر البتة؛ لانهما من جهة المضاف و المضاف هو ان لایکون واحداً قبل الآخر بل یکونان جمیعاً و کذلک حدّ الحکیم المضاف فى کتاب النعوت، فقال: ان المضاف هو الاشیاء التى وحدانیتها واحد و لیس واحد منهما قبل الآخر فى الزمان. فان قال قایل انه قد نستطیع ان نقول فى الهیولى کما قلنا فى الشمع، و ذلک انه لایمکن ان یکون الشمع بلا شکل و قد یمکن ان تکون الهیولى بلاهذه الصورة التى هو هیولی؛ کما ممکن [= یمکن] ان یکون الشمع بغیر هذا الشکل الّذى هو علیه الآن، قلنا انه لیس ذلک على ما ذکرت؛ لانه لایمکن ان تکون هذه الصورة فى غیر هذا الهیولى الذى هو علیها الآن؛ لانها اذا ما فارقت فسد الهیولى و باد النفس فانها لایمکن ان تکون فى جرم من الاجرام الا فى الجرم الانسانى الذى هى فیه الآن، و هى له کالجزء فاذا فارقته النفس باد الجرم و فسد، و ان تصور النفس فى الجرم بالشى المحمول هى کالجزء منه. فاما الاشکال فقد یمکن ان تکون کل شکل منها فى اى جرم کان من غیر ان یکون محدوداً فى جرم واحد؛ و نقول ایضاً ان فى الانسان نفساً و لوناً و لیس هما فیه على نوع واحد؛ و ذلک ان النفس فیه کالجزء و لانه انما هو انسان بالنفس و حیث تکون هذه النفس فذلک انسان، و لیس الشکل و اللون بالانسان على هذه الصفة و ذلک انه لیس کل شیء فیه هذا اللون او هذا الشکل انساناً فلذلک صار اللون و الشکل فى الانسان محمولین بل هى جزء له؛ و هذا القول یلیق بجمیع الصور الطبیعیة. فقد استبان الآن و صح ان الصورة لیست فى الهیولى محمولة، بل هى فیه کالجزء. فاقول ان الصورة و الهیولى جمیعاً جزء ان للجوهر باقاویل مقنعة مستقصاة.
فصل [13] [فى انّ کل مکوّن یستحیل من عدمه و من ضدّه معاً]8
ان کان العدم غیرالضد فکیف اذا مااستحال الشیء المکوّن من عدم مستحیل من ضدّه ایضاً معاً، کما قال الحکیم فى کتاب الکون و الفساد؛ انا نرید ان نعلم فیما صار الشیء المکوَّن یستحیل من عدم و یستحیل من ضدّه معه ایضاً؛ اذ کان العدم غیر الضد، فان الضدّ هو صورة مّا و العدم هو فقد الصورة. فنقول انّ علة ذلک هو هیولى الذى جمیع الجواهر الواقعة تحت الکون و الفساد؛ اقول ان الهیولى، الحامل لجمیع الجواهر الواقعة تحت الکون و الفساد، هو واحد و هو الاشیاء کلها بالقوه. اعنى انه یقوى ان یقبل جمیع الاشیاء و تستحیل الیها؛ فلذلک قیل ان الهیولى هو الاشیاء کلها من غیر ان یکون هو بذاته و جوهره شیئاً منها بالفعل، اعنى شیئاً من الاشیاء الّتى تقبل و تستحیل الیها، بل هو مفارق مع الاشیاء لجوهره فامّا فى انیته [ و] شخصیته هو ملازم لها غیر مفارق. اقول ان الهیولى لا تتغیر من الاشیاء کلها البتة، و تعاقب الاشیاء فیه تعاقباً دائماً؛ فلا یخلوا ان یکون فیه بعض الاشیاء بالفعل. و یکون هو حینئذ موجوداً بالفعل و لا یمکن ایضاً ان یکون شیئاً من الصّور الکاینة من الهیولى دون الهیولى موجوداً و لا یمکن ایضاً ان تکون الهیولى موجودة دون صورة مّا، بل هما غیر مفترق بعضها من بعض و لا یوجد احدهما دون الآخر. فان کان هذا على ما وصفنا رجعنا فقلنا ان کان الهیولى قابلاً لجمیع الصور کما ذکرنا آنفا، کانت لا محالة [63ـ ب] الصور التى لیست > ...< لذلک اذا ما استحال الهیولى الى بعض الصور قیل انه استحال > ...< انه لم تکن فیه قوة قبول تلک الصورة لما استحال الیها و انّما صارت > ...< ذلک انه لو کانت الصورة فى الهیولى بالفعل لم تکن الهیولى عدیماً لها و لو لم تکن الهیولى > ...< استحال الیها البتة؛ فعلى هذه الصفة قیل ان کل مکوّن انما یکون من عدمه و من استحالة الحامل له الیه. فلذلک صار اسطقس کل مکوّن و بدؤه هو العدم عرض یعرض. و ذلک ان الهیولى المستحیلة الى الشى المکوّن هو اسطقس؛ و ذلک ان الشى حقا لأنَّ عدم الشى المکوَّن هو فى الهیولى اولاً، فعلى هذه الجهة یقال ان الشى یستحیل الى عدمه؛ شبه الحارّ، فانه یکون من الحارّ لا من لاحلوّ؛ لأنّ لاحارّ یدل على الحارّ بالقوّه. اقول الشى یستحیل من عدم الحرارة بعینها و لا یستحیل من الحلوّ بالقوَه الى الحرارة بالفعل، و لا من عدم الحلاوة الى الحرارة، بل یستحیل الشیء من الحرارة بالقوَه الى الحرارة بالفعل و من عدم الشیء الى وجوده. فعلى هذه الصفة یستحیل الهیولى من عدم الشى الى وجوده و من القوّة الى الفعل. و نقولایضاً ان الهیولى تتصور بصور متضادّة، غیر انه مایقبل الاضداد مرّة بعد مرّة لاجملة. فامّا صورة الاجرام الاولى المتضادّة الملموسة الکاینة فى الهیولى هى انیة من حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة؛ و هذه الصورة هى التى تحد ّ و تمیّز الاجرام الاولى المتوسطة الواقعة تحت الکون و الفساد. فان کان هذا على ما ذکرنا و کان الهیولى قابلاً لهذه الصور المتضاده، کان الهیولى لا محالة مع بعض هذه الصور او مع کلّها دائماً. فتکون الهیولى اذاً لم تکن فیه بعض هذه الصور المتضادّة و عدم ذلک فى ضدّ تلک الصورة؛ فتکون حینئذٍ الهیولى فى عدم تلک الصورة هى الآن فیه اضطراراً. اقول ان الهیولى اذا کان فى ضدّ الحرارة و کان فى عدمها ایضاً و لایزال ثابتاً قائماً فى عدم الصورة ماد ام ثابتاً قائماً فى ضدّها؛ فان کان هذا على ما وضعنا فان وجود ضد الشى مفارق لوجود عدم الشى، فمن الاضطرار اذا ما استحال الشى من عدمه الى وجوده ان یستحیل ایضاً من ضدّ صورته الى وجودها. و اقول ان الشى اذا ما کان فى الشى الحامل یکون علّة کون عدم ضد ذلک التى فى الحامل، کقولنا ان الحرارة اذا ما کانت فى بعض الاجرام کانت علة عدم البرودة فى ذلک الجرم و کانت علة عدم وجود ضدّها فیها ایضاً. فقد استبان الآن و صح ان کل مکوّن یستحیل من عدمه و من ضدّه معاً و ان کان العدم غیرالضد با قاویل صحیحة مستقصاه.
فصل [14] فى العالم و ایّ اجزائه تحتاج فى ثباته و دوامه الى تدبیر اجزاء اخرى و ایّ اجزائه لا تحتاج الى تدبیر اجزاء اخری
ان للعالم هویة و شرحاً، و هویة لا یفوقها غایة من الغایات. فنرید ان نعلم ایّ اجزاء العالم تحتاج الى تدبیر اجزاء اخرى فى ثبات شرحها و قوامها و ایّ اجزائه لا تحتاج فى ثباتها و دوامها الى تدبیر اجزاء اخری. فنقول ان کل مدبر اما ان یکون مدبراً لحدیث [= لحدوث] الشیء، اقول انه یحدث انیة الشیء، و اما ان یکون مدبراً لتحسین هویة الشى و تربیته. اقول انه یحسن الشیء و یربیه و یصیّره غایة فى الحسن و الکمال، فان کان ذلک کذالک رجعنا فقلنا ان للعالم کلّه مدبراً على الجهتین جمیعاً. اقول محدثا و مزّیناً و مکملاً کما ذکرالحکیم فى کتابه الذى یدعى کتاب التدبیر، غیر انه ما کان فى العالم من جزء شریف غیر واقع تحت الکون و الفساد، بل هو دایم على حالة واحدة و حرکة واحدة شوقاً الى الاقتدا بالفاعل الاوّل؛ شبه الاجرام السماویة، فانها لا تحتاج فى ثبات ذلک الى تدبیر جزء من اجزاء العالم. اقول فى تحسینه ]فى تحسینها] و حفظها و دوامها؛ فذلک ان المدبّر الاوّل هو مدبرها، اقول انه محدثها و مزیّنها و مکملها و هو حافظ انیتها و کما لها و دوامها، و ما کان من العالم واقعاً تحت الکون و الفساد فانه یحتاج الى تدبیر اجزاء بعض العالم فى حفظ انیته و کما له و دوامه؛ شبه الاجرام المستحیلة المتضادة. اقول ان الاجرام السماویة هى مدبرّة هذه الاجرام المستحیلة و هى شرح استحالتها و دوام صورها لحرکتها الدایمة و مانعة لها من الزوال، غیر ان حفظها و ثباتها و دوامها یکون فى الصورة لا بالعدد. فان کان هذا على ما وصفنا رجعنا فقلنا للعالم جزء ان: احدهما غیر مکوّن من شیءٍ آخر و لا واقع تحت الفساد دایم الحر کة لایستحیل و لا یتغیر و لا یحتاج الى تدبیر جزء آخر من اجزاء العالم، اقول فى [64ـ الف] تحسین نظمه و حفظه على حالة >...< على حالة دائماً فالجزء الاخر مکوّن واقع تحت >...< و دوامه الى تدبیر بعض اجزاء العالم و هى الاجرام السماویة من غیر ان تحتاج الیها >...< الاوّل هو علة حدوث هویة اجزاء العالم کلها کما ذکر الحکیم فى کتاب العلل. و نقول ایضاً ان کلّ جزء من اجزاء العالم کانت هویته و صورته معاً و لم تکن صورته من استحالة صورة اخرى، فذلک الحرکات من الفاعل الاوّل بلا توسط و هو مدبر ذلک الجزء ایضا و حافظه دائماً على حالة و هى الاجرام الاولى الشریفة السماویة، و کل جزء من اجزاء العالم لم تکن صورته مع هویته مع ان ما کانت باستحالة من صورة اخرى و هى مستحیلة الى صورة اخرى ایضاً فذلک الجزء کوَّنه الفاعل الاوّل، الا انه انما کان منه بتوسط الطبیعة و الطبیعة هى القیمة علیه. اقول انها تربّیه و تحفظ نظامه على حالة دائماً لا تدعه یزول عن حاله. و انما اعنى بالطبیعة الاجرام الاولى السماویة و ذلک ان الطبیعة هى بدؤ حرکة الاجرام کمال قال الحکیم و بدؤ حرکة الاجرام المستحیلة و علتها هى الاجرام الشریفة السماویة. فقد استبان الآن و صحّ ان اجرام العالم تحتاج فى ثباتها و حفظها و تربیتها و دوامها الى تدبیر اجزاء اخرى من اجزاء العالم و ایّ اجزائه لاتحتاج فى تربیتها و ثباتها ودوامها الى تدبیر اجزاء اخرى البتة.
فصل [15] فى القوّة الآتیة9 من حرکة الجرم الشریف الى الاجرام الواقعة تحت الکون و الفساد
انا نرید ان نفحص عن القوّة الکائنة فى الاجرام المبسوطة المستحیلة التى نسمیها طبیعة، و انها بدؤ حرکة کل جرم طبیعى و سکونه ام هى بعینها. فنقول ان کل جرم من الاجرام المبسوطة ایضاً صار بالفعل جرما على الحال الّتى هو علیها من قبل قوّة الجرم الاوّل الشریف و حرکته، و سنذکر کیف کان ذ لک فى المستأنف. فاما الآن فنقول ان من الاجرام ما هو مبسوط، و منها ما هو مرکب. و ان الجرم الاوّل یفیض على الاجرام المبسوطة قوّته اوّلاً ثم بعد ذلک على الاجرام المرکّبة، الا انه ما کان من الاجرام المبسوطة قریباً منه مجاوراً له کان فیض قوته علیه اکثر و ما کان منها بعیداً منه کان فیض قوته علیها اقل و منه ابعد. و نقول ایضاً ان لهذه القوّة الشریفة صار کل واحد من الاجرام المبسوطة على الحال التى هو علیها الآن، اقول ان لهذه القوّة کانت حرکات هذه الاجرام الى مواضعها الملایمة لها و بهذه الحرکات یصیر کل واحد منها الى تمامه و کماله کما ذکر الحکیم فى کتاب السما (و العالم) فى المقالة الرابعة. فان کان هذا على ما وصفنا رجعنا فقلنا: ان فى الاجرام المبسوطة المستحیلة قوّتین، احدهما من الجرم الاوّل و الاخرى من ذاتها. و فى الاجرام المرکبة قوى ثلاث اولها من الجرم الاوّل الشریف و الثانى من الاجرام المبسوطة المستحیلة و الثالث من ذاتها. و نقول ان الاجرام المرکبّه افضل و اکرم من الاجرام المبسوطة المستحیلة، و ان کانت منها؛ و ذلک ان منها ما هو نامى و منها ما هو حیوانى و منها ما هو ذو عقل و منطق و لیس فى الاجرام الاولى المستحیلة هذه القوی. و انما کانت هذه القوى فى الاجرام المرکّبة من الجرم الاوّل الشریف و ذلک انّ الاجرام المرکبة تکون من مزاج الاجرام المبسوطة المستحیلة فاذا ما تزاوج بعضها ببعض افاض ذلک الجرم علیها من قوّته ایضاً، فیحدث فى الجرم المرکّب ما لم یکن فى الاشیاء التى کانت منها. و انّما یکون اختلاف الاجرام المرکبة على نحو اختلاف القوّة الکاینة من الجرم الاوّل الشریف بالاکثر و الاقل. و انما تختلف تلک القوّة ایضاً على نحو اختلاف مزاج اجرام المبسوطة المستحیلة، الا ان ذلک لایکون الا بشرح10 و طمس. اقول ان النامى یکون اولاً ثم الحیوان ثم ذو العقل و المنطق. و قد لخّص الحکیم کیف یکون ذلک فى کتاب النفس. اقول کیف یکون الجرم النامى اولا من مزاج الاسطقسات و القوّة الشریفة ثم الجرم الحیوانى بعده ذو الحس ثم الجرم ذو العقل و النطق ملحضا مستقصی' فانّه ذلک هناک ان الاجرام الکاینة تحت فلک القمر المبسوطة هى کالهیولى للاجرام السماویة الشریفة فى کون الاجرام الکاملة ذوات الانفس، یعنى بقوله هذا ان الاستطقسات الاربع اذا ما اضیفت الى الاجرام المرکّبة کانت لها کالهیولى الاولى لا کیفیة لها و لا شکل؛ لانه لیس فیها شیء ممّا یکون البتة. فتکون الاجرام السماویة هى المصوّرة للصور فیها بحرکتها المحتلفة و بقوتها الشریفة الآتیة منها الیها.[64ـ ب] فتکون الاجرام >...< المستحیلة الکائنة تحت فلک القمر على هیولانیة >...< اولاً من تلک الاجرام الشریفة ثم یحدث الکون من مزاجها >...< صور الا سطقسات على نحو قربها و بعدها من الاجرام السماویة، و ذلک ما کان منها قریباً من الاجرام الشریفة کان فیه من قوّتها اکثرو و کانت صورته حارة یا بسة، و کان کثیر الحرکة. و هذا الجرم المصوّر بهذه الصورة هو اوّل الاجرام الواقعة تحت الکون و الفساد القابلة للآثار؛ و ما کانت منها بعیداً لم تکن قوّتها فیه الّا قلیلاً ضعیفاً و کانت صورته باردة یا بسة. فان کان ذلک کذلک رجعنا فقلنا: ان الاجرام السماویة الشریفة هى علّة تضاد صور الاجرام المستحیلة المبسوطة تقبل صورة و اثراً ضدّ صورة صاحبه على نحو قربه و بعده من فلک البروج الذى یسیر فیه الشمس و القمر و سایر النجوم المتحیرة؛ و ذلک انّ الاجرام التى تحت فلک القمر المبسوطة هى کالهیولى لها کما قلنا آنفا. فامّا ما کان منها قریباً منه کانت حرکته مستویة کثیرة و صورة حارّة یا بسة. فیکون اذاً الجرم الاوّل السماوى الشریف علة لهذه الصورة اعنى الحرارة و الیبوسة التى بها تکون النار ناراً، و یکون بعد ذلک ایضاً علة صورة الحرارة و الرطوبة التى بها یکون الهوى هوا، و یکون ایضاً علة الرطوبة و البرودة التى بها یکون الماء ماء و یکون ایضا علة صورة الیبوسة و البرودة التى بها یکون الارض ارضاً. و هذه الصورة الاولى الکائنة من الجرم السماوى الشریف فى الهیولى و هى صورة للاجرام الاولى و هى علّة تضاد جواهرها و طبایعها، کما ذکر الحکیم فى کتابه الّذى یدعى بعد الطبیعة و لخص ذلک ها هنا تلخیصاً مقنعاً فامّا الاجرام المرکّبة الکائنة من مزاج الاسطقسات و استحالتها فانها]قائماً؟] صارت من اجل ما فیها من کثرة القوى المختلفة، و صار اختلاف صورها من اختلاف قوى السماویة التى صارت منها عند کونها من مزاج الاسطقسات و استحالتها. و نرجع نقول بقول مختصر انه ما کان من الاجرام الاولى المستحیلة قریباً من جرم الاول السماوى الشریف، کان منه بالفعل اکثر من الانفعال و قبول الآثار؛ و ما کان منه بعیداً کان فیه الانفعال و قبول الآثار اکثر من الفعل و التأثیر. فقد استبان الآن وصحّ انه قد یصل من الجرم الاوّل قوّة الى هذه الاجرام المبسوطة المستحیلة الواقعة تحت الکون و الفساد؛ و انها علة صورة الاجرام المتضادة و انها غیر القوة التى فى الاجرام المبسوطة الاولى با قاویل صحیحة مقنعة.
فصل [16] فى الکون
قال الحکیم انه یمکن شیء من لا شى و قد ایضاً لا یکون شیء من شیء بل کل تکوّن انما یکون من لا شی. قال الاسکندر: ان قول الحکیم هذا مستغلق جدّاً، غامض ینقض بعضه بعضاً فیما یظن الظان؛ و ذلک انه لایمکن شیء من لا شیء؛ و کیف قال ان کل تکون لا یکون من شیء قبلْ، یکون من لا شى، فکیف قال ایضاً انه لایمکن ان یکون شیء. من لا شى و نرید ان نعلم الآن ما معنى قوله انه لایمکن ان یکون شیء من لا شیء و قوله انه لا ینبغى شیء من شیء البتة. فنقول ان الحکیم قد اصاب فى قوله انه لا یمکن ان یکون شیئاً من لا شیء، یعنى بذلک الا ضداد، و انها انما تکون بعضها من بعض، باستحالة بعضها من بعض، و کذلک تکون سایر الاشیاء بعضها من بعض اقول انها یستحیل بعضها الى بعض و ینتقل الیه، فلذلک قال الحکیم انه لا یکون شى من لا شى لأنّ الکون لایتکوّن الّا باستحالة و الاستحالة لاتکون الّا من شى موجود. فنقول ایضا ان الاشیاء کلّها الطبیعیة کاینة من هیولى و صورة لم یکن احدهما فى الشیء المرکب قبل الآخر. اقول انه لم تکن الهیولى قبل الصورة و لا الصورة قبل الهیولى، لکنهما کانا معاً فى حدوث الشى تمامه و کماله. فان کان ذلک کذلک لم یکن اذاً ان یکون شى من لا شى بالفعل و لا من شى بالقوّه. فان قال قایل ان الحکیم قد ذکر فى مواضع اخر کثیرة ان الشیء یکون من الشیء بالقوّه، قلنا ان ذلک یکون کما نقول ان الشیء یکون من عدم الشى المکون موجود و انما یبید و یبطل عند حدوث صورة الشی. و على هذه الصفة تکون الاشیاء الکائنة من الطبیعة. اقول ان الطبیعة تفعل الشى من عدمه و عدم ذلک الشى موجود غیر ان السنبلة تکون من الحّبة و النّار من الهوى، و الحبة هى سنبلة بالقوّه؛ و کذلک الهوى هو نار بالقوّه فاذا استحالت الحبّة و صارت سنبلة فانّ القوّة تبطل حینئذٍ و لا تبقى [65ـ الف] الحبّة حبة على حالها، و کذلک >...< کانت السنبلة اذاً سنبلة و لا سنبلة، و النار ناراً و لا نار معاً >...< کل مکوّن انما تکون بحکم الشى و حدوث شیء آخرلم یکن >...< شى بالفعل، فقد اصاب فى قوله: انه لایمکن ان یکون شى من لا شى البتة. فنقول ایضاً ان الحکیم قد اصاب فى قوله: ان کل مکون انما یکون من لا شیء یعنى بذلک ان الصورة الجزئیة هى الواقعة تحت الکون و الفساد شبه بیاض العقعق و سواد الغراب و صورة اللحم والعظم و شکل المثلث و المربّع؛ فانّ هذه الصور و جمیع الصور الشبیهة بها لم تکن موجودة قبل کونها، لا بالقوّة و لا بالفعل؛ و لست اعنى انها لم تکن من جهة الهیولى متهئیة لقبول الصور کلها، لکنى اعنى ان تمام صورة کل شخص من الاشخاص المستحیلة و کما له لم یکن موجوداً البتة قبل ان تکون. اقول ان الصور الجزئیة لم تستحیل من حامل الى حامل و لا من موضوع الى موضوع، و لم تکن فى ذاتها موجودة البتة بغیر حامل؛ فانها لو کانت کذلک لکونت (= لکانت) روحانیة غیر هیولانیة، و لیست ایضاً فى الفاعل الاول ثابتة دایمة قایمة؛ بل هو محدثها بتوسط الطبیعة. و لا هى ایضاً فى الهیولى موجودة ثابتة، فانه لو کانت کذلک لکان الشى الواحد بالقوّة و بالفعل معاً. فان کان هذا على ما وصفنا، کان اذاً کل مکوّن من لاشیء، کما قال الحکیم ان الصورة الجزئیة هى الواقعة تحت الکون و الحدوث و لیست بذاتها موجودة لا فى الهیولى و لا فى الطبیعه و لا فى الفاعل الاول. و انما قیل ان فى الهیولى جمیع الصور بالقوّة اى انه قابل حامل لجمیع الصور، قوى على جمیع ذلک. و قیل ان الفاعل الاول جمع الصور، اى انه فاعل لجمیع الصور، و على هذه الجهة یقال: انّ الشى قبل ان یکون ممکناً یکون: اى انه فى قدرة الفاعل الاوّل. اقول انه قادر ان یفعل الشى و هو حینئذ لا شیء البتة؛ و ذلک انّ الامکان یکون على جهتین: احدهما فى قدرة الفاعل و الاخرى فى قبول الهیولی. اقول ان الفاعل یقدر على ان یحدث الشى و تقدر الهیولى ان یقبل حدوث الشى، کقولنا انه یمکن ان یکون سریر، و انما عنینا بالامکان ها هنا قدرة النجّار، اى انه قادر ان یعفل صورة السّریر و یحدثها التى لیست موجودة البتة. و یکون الامکان ایضاً فى الخشب کالهیولی؛ فانه یمکن ان تقبل الخشب صورة السریر. فان کان هذا على هذا کان امکان کون الشى فى الفاعل و الهیولى کما و صفنا، و لا یکون فى شیء الا بهما جمیعاً، غیر ان الطبیعة لا یفعل الا الصورة فقط. فاما الاوّل الحامل للصورة اعنى الهیولى فان الطبیعة لا تقدر على فعله و احداثه، و اما الفاعل الاوّل فانه فاعل الصورة و الهیولى معا، فلذلک یقال ان الهیولى موجودة بالقوة، اى انه موجود فى قدرة الفاعل لا فى ذته. و نقول ایضاً ان کل ما کان من الفاعل الاول بلا توسط الطبیعة کان قبل کونه ممکنا ان یکون. انما نضیف الامکان الى الفاعل الاوّل اى انه قادر اى یحدث الشیء لا من شیء؛ فان کان هذا على ما وصفنا رجعنا فقلنا ان کل ما کوّنت الطبیعة او الفاعل الاوّل فانما یکون لا من شى البتة، الا ان الطبیعة تحدث صورة الشى فقط؛ فاما الفاعل الاوّل فانه یحدث صورة الشى و هیولاه جمیعاً کقول الحکیم. فقد استبان الآن و اتضح قول الحکیم انه لایمکن ان یکون شیء من لا شیء البتة، و قوله ایضاً انه لا یکون شى من شى بل کل تکوّن انما یکون من لا شیء البتة.
فصل [ 17 ] فى العلة الاولى و المعلول الاوّل
کل ما کان من علة لا تتحرک فذلک الشى کان بلا استحالة و بلا تغیّر، و کل ما کان من علة متحرکة فذلک الشى کان باستحالة و تغیّر. اقول ان کل ما تکون کان من العلّة الاولى فذلک کان من غیر استحالة من شیء آخر قبله، بل انما کان من لاشى ء و کل تکوّن کان من العلّة الثانیة اعنى الطبیعة فذلک لم یکن من شیء، انما کان من استحالة شى آخر قبله. فان کان هذا على هذا رجعنا فقلنا انه ان کانت العلّة ساکنة غیر متحرکة، کان الشى المکوَّن منها ایضاً مستحیلاً متغیّراً. اقول انه اذا ما کان حدوث انیة الشى بحرکة و استحالة کانت الانیة ایضا بعینها مستحیلة متغیرة و لم یثبت على حال واحدة، فان لم تستحیل و لم تتغیّر و کانت على حال واحدة کان ذلک الشى افضل و اشرف من علته المتحرکة [65ـ ب] و هذا محال غیر ممکن. >...< وضعنا رجعنا فقلنا ان المعلول الکائن من العلّة الساکنة >...< یکون على حال و احدة دایمة شبیهة بالعلة التى کان منها و ان المعلول الکاین من العلة المتحرکة >...< من استحالة شى آخر کان قبله و هو ایضاً متحرّک مستحیل و لا تثبت على حال واحدة شبیهة بالعلة التى کان منها. فقد استبان الآن و صحّ ان العلل علّتان علة ساکنة و علة متحرکة و ان ما کان من العلة الساکنة کان ساکناً ایضاً غیر متحرک و لا منتقل ایضاً شبه الهیولى الاولى، و انّ ما کان من العلة المتحرکة کان متحرکاً ایضاً مستحیلاً منتقلاً شبه الهیولى الثانیة و هى الجواهر التى تحت الکون و الفساد.
فصل [18] فى العلة الاولی
کل قوّة اما ان تکون تامة و اما ان تکون ناقصة؛ فامّا القوة التامة فشبه القوّة الفاعلة؛ فانها تفعل اشیاء تامّة کاملة. و ان کانت تفعل ذلک فبالاحرى ان تکون هى تامّة کاملة اتمّ و اکمل من سایر الاشیاء الّتى اکملتها هی. و امّا القوّة الناقصة فشبه القوّة الّتى تقدر على ان تفعل شیئاً الا باخر هو مثلها بالفعل، فتحتاج الى المتمّم المکمّل المکوّن فهى تامة کاملة بالفعل مثل الکتاب من الکاتب التام التعلّم. و ان کان هذا على هذا رجعنا فقلنا ان القوّة التامة هى القوّة الفاعلة لجمیع الاشیاء التى لا تحتاج الى آخر فاعل بالفعل لیصیّرها (لیغیّرها؟) الى الفعل و العمل و هى العلة الاولی. و القوّة الناقصة هى الّتى لا تقوى على الفعل الّا بفعل آخر بالفعل یظهر فعلها، و هى القوّة الثانیة اعنى الطبیعة فانها لا تفعل شیئاً من الاشیاء الّا بحرکة و الحرکة فیها من العلّة الاولی. فقد صحّ الآن ان القوى قوّتان احدهما القوّة الفاعلة التى لا تحتاج فى ظهور فعلها الى فعل آخر و القوّة الثانیة التى تحتاج فى ظهور فعلها الى فاعل آخر على ما وصفنا.
فصل [19] فى العلّة الاولی
کل قوّة اما ان تکون متناهیة و اما ان تکون غیر متناهیة. فاما القوة المتناهیة فانما کانت من القوة التى لا تتناهى و اما القوة التى لا تتناهى فانما کانت من لا نهایة المرسلة الاولی؛ و ذلک انّ القوّة الزمانیة اعنى المکوّنة فى الزمان هى متناهیة قد عدمت لانهایة. فاما القوّة التى لم تکن فى زمان فانها لا تتناهى، غیر ان لا نهایة فیها زمانیة. اقول انها لا یتناهى الزمان، فاما القوّة الاولى و هى لا نهایة حقا و منها یثبت لا نهایة فى الاشیاء التى لا تتناهى و هى علة کل لا نهایة.
فصل [20 ] فى الکون
کل مکوّن انما یکون من قوّتین؛ و ذلک انه ینبغى للمکوَّن ان لا یکون11 له قوّة قابلة للکون و ان یکون الفاعل قویاً على الفعل و ان کان کل فعل انما یظهر من قوّة فاعله. فان کان هذا على ما وصفنا کان لا محالة کل مکوّن انما یکون من قوّتین على ما قلنا الّا انّ احدهما تکون تامة و الاخرى ناقصة تکون متهیئة للفعل و ذلک انه ان لم یکن للفاعل قوّة یفعل بها لم یستطع ان یفعل شیئاً آخر البتة، و ان لم تکن للمکوّن قوّة متهئیة لقبول الفعل فیها لم یستطع ان یکوَّن البتة فان الفاعل انما یفعل الشى الّذى فیه قوّة الانفعال لا فى الاشیاء کلّها، و لا فى الشى الّذى لا ینفعل منه البتة.
فصل [21 ]فى الجرم و لا جرم و فى الکون
کل جرم من شأنه الانفعال و کل لاجرم من شأنه الفعل. اما احدهما12 فهو فى ذاته ضعیف و امّا الآخر فهو فى ذاته غیرمنفعل و لا قابل للتأثیر، غیر انّ لاجرم ربما یفعل13 من اجل ایصاله للجرم و الجرم ربما فعل من اجل ایصاله مع لاجرم. امّا الجرم فهو متجزیء فقط فلذلک صار منفعلاً قابلاً للآثار متجزئاً الى ما لا نهایة له. فامّا لاجرم فانه مبسوط لا ینفعل و لا یقبل الآثار؛ و ذلک انّ الشى الّذى لا جرم له لا یقبل التجزیة و اما ما لا ترکیب له لایقبل الاستحالة. فان کان هذا على ما وصفنا لم یکن شیء من الاشیاء فاعلاً الا الشى الذى لا جرم له فقط؛ اذ کان الجرم لایفعل شیئاً بل لأنّ ما یقبل الانفعال و التجزیة فقط. فان قال قائل انا قد نرى اجراماً کثیرهًْْ منفعلهًْْ قلنا ان لکل فاعل قوّة ینفعل بها، فان الفى جرم فاعل فلیس یفعل بانه جرم، لکن بالقوّة التى فیه؛ و ذلک ان کل جرم لا کیفیة له و لاقوّة فانه جرم و انما کانت القوّة فیه باستفادته، فاذا ما فعل فانّما یفعل بالقوّة التى استفادها، و على هذه الصفة تکون الاشیاء التى لاجرم لها، اقول انها تستفید الانفعال من قبل طبیعة الاجرام التى هى فیها و یقبل التجزیة و ان کانت فى جواهرها لا تتجزى و لا تقبل الانفعال و الآثار. فقد صحّ الآن انّ الاجرام لا تفعل شیئاً الّا بالقوّة الّتى فیها الّتى لیست با جرام و انها انما تفعل و تقبل الآثار فقط فانّ الاشیاء الّتى لیست با جرام انما تقبل الانفعال و التجزیة للاجرام التى فیها [66ـ الف] و انما من شأنه الفعل و التإثیر >...<.
فصل [22] ]فى انّ کلّ عالم یعلم ذاته و هو واحد فقط بالعدد
اقول >...< واحد عالم و معلوم معاً؛ لانه لیس و قته معلوم آخر لیرید هو ان یعلم >...< هو المعلوم و العالم معاً و امّا سایر الاشیاء ذوات العلم فکل واحد منها یعلم ذاته و یعلم مافوقه و هو معلوم ایضاً. اقول انه یعلم مافوقه و یعلم ما تحته. و ان کان ذلک کذلک رجعنا فقلنا ان کل عالم اما ان یعلم ذاته و اما ان یعلم مافوقه واما ان یعلم ما تحته؛ فان هو علم ما تحته کان راجعاً الى ما هو ادنى منه لانه انما علم شیئاً محسوساً لا شیئاً عقلیاً مثله. اقول انه انما یعلم علله و العلل عقلیة لا حسیة فیکون حینئذ علمه به ایضاً علماً عقلیاً، فان العقل انما یعلم ما یلیق به و یشبهه، و انه ان علم ما فوقه علم ذاته ایضاً؛ و ذلک انه اذا علم مافوقه علم انه علّته من العلل و علم ایضاً علة اى الاشیاء هو، فان جهل الاشیاء المعلولة جهل ایضاً علّتها. فمن علم علّة الاشیاء المعلولة و کان هو واحداً من تلک الاشیاء کان عالماً بالعلة التى فوقه و علم ایضاً انه انما کان منها. فان کان ذلک کذلک کان اذاً الّذى یعلم ما فوقه عالماً بذاته ایضاً و ان کان الذى یعلم ذاته فقط هو العالم و المعلوم معاً لانه لیس فوقه شى آخر یرید ان یعلمه فلذلک صار هو العالم و المعلوم، فاما سایر الاشیاء فکل واحد منها یعلم ما فیه من المعلوم و یعلم ما فوقه فلایکون هو حینئذ هو العالم و المعلوم کما قلنا فى العالم الاوّل. فان کان ذلک کذلک کان اذاً فى العلم معلوم و فى المعلوم علم، الّا ان احدهما هو المعلوم من ذاته، اقول انه العالم بذاته و انه عالم و معلوم کشى واحد، و اما الآخر اعنى المعلوم واحداً الّا ان المعلوم المرسل غیرالمعلوم الذى فى العالم اعنى بذلک العلم الاوّل المرسل هو معلوم ایضاً و لیس المعلوم هناک غیر العالم؛ لانّه مفرد مرسل لیس فوقه معلوم آخر، فامّا ما بعده من الاشیاء العالمة فانها تعلم و تعلم، اقول انها تعلم ما فوقها و تعلم ما تحتها، فلایکون فیها العلم و المعلوم شیئاً واحداً مثل ما کان العلم المرسل. فقد صح الآن انّ ها هنا علم14 یعلم ذاته و یعلم ما فوقه و لیس العلم و المعلوم فیه کشیءٍ واحد لانه انما یعلم مافوقه و یعلم ما تحته و ان ها هنا علماً آخر فقط یعلم ذاته و هو العالم و المعلوم معاً کشیءٍ واحد و هو العلم الاول المرسل.
فصل [23 ]فى العلة الاولی
کل ما کان مجهول عند بعض ذوى العلم کان عند فوقه منهم معلوماً ایضاً، و لیس کل ما کان معلوماً عند بعض ذوى العلم کان عند من تحته منهم معلوماً ایضاً؛ و ذلک انه و ان کان العلم سبباً فى جمیع صور ذوى العلم فانه قدیغیب عن بعضها علم مّا و یعلمهم بعضها و قد یعلم بعضها ایضاً علماً مّا و یخفى على بعضها بذلک. فان ذلک کذلک رجعنا فقلنا ان کل ما کان معلوماً عند بعض ذوى العلم کان ذلک الشى معلوماً ایضاً عند من تحته منهم ایضاً. و نقول ان کان نظم ذى علم اذا علم شیئاً من الاشیاء کان ذلک الشى معلوماً ایضاً عند نظم آخر ذى علم فوق ذلک النظم بألفاظه، و ما کان معلوماً عند بعض النظم ذى العلم بالفاظ ا قتیس کان معلوماً تحت ذلک النطم؛ فلا تزال الاشیاء تعرف عند بعض ذوى العلم و تغیب عند بعضهم الى ان تاتى الى العالم15 الاوّل الا على، فیکون الاشیاء کلها عنده معلومة و معروفة لا یغیب عند شى منها البتة. و لیس علمه بالاشیاء بصفة من الصفات، کسایر الاشیاء ذوات العلم، بل یعلم الاشیاء بذاته16 فقط و هو العالم الاوّل التامّ الکامل. و هو علة. کل علة فقد صح الآن ان بعض الاشیاء معلوم عند بعض ذوى العلم و یغیب عن بعضهم فلا تزال الاشیاء کذلک تعلم و تغیب حتى تنتهى الى العالم الاول فیکون کلّها عنده معلومة معروفة فیبطل حینئذ الغیب و یسقط.
فصل [24] فى العلة الاولى و المعلول الاوّل
ان کل حامل یقوى على حمل اشیاء کثیرة فانما یحدث عن علّة کلیة کاملة.فکل علة کثیرة المعلولات و هى اعم و اقوى و اقرب الى العلّة القصوى من العلّة الّتى معلولاتها قلیلة یسیرة.فان کان هذا على ما وصفناه و کان الحامل الاوّل یقوى على حمل جمیع الاشیاء و الفاعل الاوّل قوّى على فعل الاشیاء کلها فلا محالة اذاً ان الفاعل الاول هو فاعل و محدث للحامل الاوّل اعنى الهیولى القابل [66ـ ب] لجیمع الاشیاء، فقد استبان >...< کلّها و انه معقول موضوع و انّ الفاعل الاوّل فَعَلَه و هو فاعل جمیع (الاشیاء کلها).17
فصل [25 ]فى العلة الاولی18
انّ کل کلیة فهى هویة ایضاً و لیس کل هویة کلیة. اما ان تکون الهویة و الکلیة شیئاً واحداً و اما ان تکون احدهما قبل الآخر. فنرید ان نفحص عن ذلک فنقول الجزء هویة و لیس هو بذاته کلّى، فلیس اذاً الهویة و الکل شیئاً واحداً؛ فان کانا شیئاً واحداً لم یکن الجزء هویة البتة، اذ کان الکل وحده هویة. فان لم یکن الجزء هویة لم یکن الکل هویة ایضاً؛ لأنّ کل کلّى انّما یسمّى کلیاً لحال الاجزاء الّا انه ربما کان قبلها و ربما کان فیها. فاذا لم یکن الجزء لم یکن الکل البتة و ان کان الکل قبل الهویة کان کل هویة کلّاً ایضاً معاً. فان کان ذلک کذالک لم یکن الجزء هویة البتة و هذا محال غیرممکن؛ و ذلک ان کان الکل انما هو کلّى للاجزاء و کان الجزء ایضاً للکل جزءاً. و ان کان هذا على ما وصفنا کان لا محالة کل کلى هویة ایضا و لیس کل هویة کلاً کما ذکرنا آنفاً. فقد استبان الآن مما ذکرنا و صح ان الهویة الاولى ارفع و اعم من الکلیة؛ اذ کانت الهویة واقعة على اشیاء اکثر و الکلیة واقعة على اشیاء اقل و العلّة التى تعم اشیاء کثیرة هى افضل و اعم من العلّة التى تعمّ الاشیاء قلیلة. و ان کان ذلک کذلک کانت لامحالة علة الاولى هویة فقط لا تخالطها شیء من الکیفیات.
فصل [ 26]فى العلّة الاولی
کل صورة هى کل ایضاً و لیس کل کل صورة؛ لأنّ الشخص هو کل و لیس هو صورة و الصورة. هى الّتى تتصل فى اشخاص کثیرة فان کان ذلک کذلک کان اذاً الکل غیر الصورة و کان احدهما محیطاً بأشیاء اکثر و الآخر محیطاً باشیاء اقل. فقد استبان الآن مماذکرنا و صح ان الکل متوسط بین الهویة و بین الصورة فان کان ذلک کذلک کان کل صورة هویة ایضاً و لم تکن کل هویة صورة؛ و ذلک ان کل صورة هیولانیة مّا صورة و لیس کل هویة لصورة مّا هویة، فلذلک صار العدم داخلاً بالهویة. اقول ان عدم فعل الطبیعة هو هویة مّا ایضاً من غیر ان تکون صور البتة. و انما صار العدم داخلاً فى الهویة لحال قوة الهویة الاولی؛ فانها تقوى على احداث عدم صورة الشی. فقد استبان الآن وصح ان العلة الاولى هى هویة فقط لا تخالطها شیء من الصفات البتة کما بینّا و اوضحنا.
تمّ ما استخرجه الاسکندر الافرودسى من کتاب ارسطو طالیس الحکیم الیونانی.
والحمدلله و سلام على عباده الذین اصطفی.
نمونه اى از نسخه هاى خطى کتاب اثولوجیاى ارسطو در دانشگاه تهران
پى نوشت ها
1. از سرکار خانم دکتر یگانه شایگان که تصویرى از این مجموعه را همراه با تصویر رساله هاى دیگرى از اسکندر افرودیسى در اختیار نگارنده قرار دادند، سپاس گزارى مى شود.
2. لازم است از مسئولین محترم کتابخانه مرکزى دانشگاه تهران که این نسخه ها را در اختیار نگارنده قرار دادند سپاس گزارى کنیم.
3. آنچه که در بین دو کروشه آمده است در نسخه اصلى محو شده و از نسخه دانشگاه تهران و عبدالرحمن بدوى آورده شده است.
4. نسخه هاى دانشگاه تهران و عبدالرحمن بدوى در اینجا پایان مى یابند. جمله اخیر در این نسخه ها معناى روشن ترى دارد: فقد استبان الآن و وضح انّ العلّة الاولى هى واحدة فقط و انّ سایر الاشیاء انما هى واحدة من اجل نیلها الواحد، لا من کلّها، لأنها فى ذاتها کثرة.
5. در نسخه خطى این جمله «کل شرح ... لذلک الواحد» تکرار شده است.
6. با توجه به قبل و بعد این قسمتِ محو شده، به آسانى مى توان آن را بدین شکل بازسازى کرد: > و اما ان ان یکون الشیء صورة فقط فیکون انیته صورة غیر هیولانیة<.
7. در اینجا دو واژه است که مبهم است. آنچه که به طور مبهم به چشم مى آید این است: > الاشیا فقط<.
8. این عنوان در نسخه خطى نیامده است و فقط به واژه فصل بسنده شده است، ما این عنوان را با توجه به مطالبى که در این فصل آمده است برگزیدیم.
9. در متن نسخه خطى «الاتیة» آمده است.
10. ممکن است «سرح» درست باشد.
11. گرچه در نسخه دست نویس، لایکون آمده است، اما ظاهراً یکون درست است.
12. منظور همان اوّلهما است.
13. در متن «یفعل» آمده است، اما ظاهراً «ینفعل» درست است.
14. احتمالاً «عالم» به جاى «علم» درست باشد.
15. در نسخه خطى «العلم»آمده است.
16. در نسخه خطى «بانّه» آمده است.
17. آنچه که در بین دوهلال آمده است، پیشنهاد ما است، این قسمت از متن محو شده است و جاى آن سفید است.
18. این قسمت از متن تقریباً محو شده است، از آنچه که باقى مانده است، به این نتیجه رسیدیم که باید آغاز فصل باشد.